Monday, 2024-04-29, 1:23 AM

المحاسن اليوسفية

قائمة الموقع
الإسلام التوحيد
Block title
Block title
قيم موقعي
Total of answers: 7
COUNTER
ادعم موقعنا
Block title
Block title
قيم موقعي
Total of answers: 7
Webs
Main » 2013 » February » 23 » أهمية تعلم اللغة العربية
1:16 AM
أهمية تعلم اللغة العربية

أهمية اللغة العربية وعلم النحو


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،و بعد :
&مقدمـة :
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وبها نزل على خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، فالعناية بها عنايةً بكتاب الله تعالى ودراستها والتمرس فيها عون على فهم آيات كتاب الله الكريم وأحاديث سيد المرسلين، فهي لغة شريعتنا الغراء .
والذي يشاهد واقع المسلمين يجده بعيداً عن التأصيل العلمي بسبب تأثره بالهجمة الغربية الشرسة على هذه اللغةفوصفوها بالصعوبة ونعتوها بالغموض والطول وحاولوا تهميشها في واقع الحياة العلمية والعملية فقدموا عليها اللغات الأجنبية في كل المجالات وروّجوا العاميَّة وسخروا من الفصحى وأهلها. ولذلك عزف أبناء المسلمين عن اللغة العربية وعدُّوها من المواد العسير فهمها فعانى الأساتذة كثيراً من ضعف الطلاب في النحو والصرف وعدم الرغبة لديهم في التخصص فيها والتزوُّد من مباحثها فصار الشباب لاسيما طلاب العلم بحاجة لمن يبصرهم بأهمية اللغة العربية ويحفِّز هممهم للإقبال عليها وتذوق حلاوتها وروعة بيانها، لاسيما بعد أن فشا اللحن في كثيرٍ من الخطب والمحاضرات والدروس وكثرت الأخطاء اللغوية في بعض الكتب .
فأحببت المساهمة بجمع هذا البحث الوجيز وأرجو أن يكون حافزاً لي ولإخواني المسلمين للشعور بأهمية اللغة العربية وضرورة الإقبال عليها والدفاع عنها ودراستها وتدريسها والترغيب فيها.
أهمية اللغة العربية : قال أبو منصور الثعالبي رحمة الله ( ت:430 هـ) في مقدمة كتابه(فقه اللغة وأسرار العربية ): ( من أحب العربية عُني بها وثابر عليها وصرف همته إليها ، والعربية خير اللغات والألسنة ، والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ، ثم هي لإحراز الفضائل والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في اثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان ، لكفى بهما فضلا ، فكيف وقد خصها الله عز وجل من ضروب الممادح ما يكل أقلام الكتبة ، ولما شرفها عز وجل وعظمها وكرمها وأوحى بها إلى خير خلقه ، وجعلها لسان أمينه على وحيه ..) وقال ابن تيمية رحمه الله ( إن الله أنزل كتابه باللسان العربي ، وبعث به نبيه العربي صلى الله عليه وسلم ، وجعل الأمة العربية خير الأمم ، فصار حفظ شعارهم من تمام حفظ الإسلام مجموع الفتاوى (32/255) وقال أيضا ( اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية .
× فمعرفة اللغة العربية ضرورة لكل مسلم للقيام بشعائره التعبدية ويتمكن من تلاوة الكتاب الكريم الذي أنزله الله تعالى باللغة العربية ، قال الله تعالى ) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (سورة يوسف آية (2) 
× ولما كانت العربية بهذه الأهمية فلقد تكفل الله بحفظها حيث تكفل بحفظ كتابه الكريم وهي لغة ذلك الكتاب . قال الشافعي ( ينبغي لكل أحدٍ يقدر على تعلم اللغة العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى ) ذكره ابن تيمية في الاقتضاء صـ464
أهمية علم النحو:إن جميع العلوم لا تستغني عن النحو لذا جعل العلماء من شروط الاجتهاد المعرفة بالنحو 
* قال أبو البركات الانباري ( إن الأئمة من السلف والخلف اجتمعوا قاطبة على أنه شرط في رتبة الاجتهاد وأن المجتهد لو جمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النحو )
* وقال أبو اسحاق الشيرازي في صفة المفتي ( .. ويعرف من اللغة والنحو ما يعرف به مراد لله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم)
* وقد حث كثير من السلف على تعلم النحو :-
* قال أيوب السختياني ( تعلموا النحو فإنه جمال للوضيع ، وتركه هجنة للشريف
* وقال عبد الملك بن مروان ( تعلموا النحو كما تعلّمون الفرائض والسننانظر عيون الأخبار لابن قتيبه (2/157) 
* وقال الإمام النواوي ( وعلى طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يسلم به من اللحن والتصحيفتقريب النواوي مع تدريب الراوي (2/106) 
وقال الشعبي رحمه الله ( النحو في العلم كالملح في الطعام ، لا يستغني عنه ) الجامع للخطيب (2/28) .
وقال اسحق بن خلف البهراني :


النحو يبسط من لسان الألكن
والمرء تكرمه اذا لم يلحن
فإذا طلبت من العلوم أجلهـا
فأجلهـا منها مقيـم الألسن


* وقال شعبة رحمه الله ( من طلب الحديث فلم يبصر العربية ، فمثله مثل رجل عليه برنس وليس له رأسأخرجه الخطيب في الجامع (2/26) 
× ذم اللحنللحن آثار سيئة في عدم فهم المعنى المراد ،واللحن هو الزيغُ عن الإعراب والخطأ في القراءة ، يقال فلان لحان و لحانة أي يخطيء . وقد ذم السلف من اشتهر باللحن وقالو ( اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه ) وقال ابن تيمية عنهم ( وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن الفتاوي (32/252) وروى الخطيب بسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّ على قوم يرمون فأساؤوا الرمي فقالوا :يا أمير المؤمنين نحن قوم متعلمين ، فقال عمر ( سوء اللحن أسوأ من الرمي ) الجامع (2/24) . وروى أيضا (2/24) أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضرب ولده على اللحن) وكذا علي وابن عباس .
دعوى صعوبة النحو حرص أعداء لغة القرآن على بث دعايات واسعة ضد هذه اللغة ، وصوروا لشباب الأمة أن العربية صعبة وأن قواعد النحو عسيرة الفهم ، ونادوا بحذف أكثر أبواب النحو، بل تجرأ بعضهم ودعا إلى اتخاذ العامية لغة للكتابة فضلا عن المخاطبة بها ، فانتشرت بين أوساط الطلاب دعوى صعوبة مادة النحو بالإضافة إلى ضعف الغيرة لدى أبناء المسلمين على لغتهم وتصديقهم لتلك الدعايات وضعف مناهج النحو وإسناد تدريس هذه المادة إلى أساتذة غير متخصصين وعدم إعطاء مادة النحو القدر الكافي من الدروس والمحاضرات وتفشي العامية في المجتمع وغير ذلك من الأسباب التي أدت إلى نفور كثير من الطلاب عن تعلم مادة النحو .
ولاشك أن النحو يحتاج إلى مذاكرة وإعمال ذهن لكنه ليس أصعب من علم الطب أو الرياضيات ، ويكفى لكل فرد عربي تناول عدد من الأبواب النحوية المهمة والتي يحتاج إليها حين كتابة مقال أو إلقاء كلمة أو خطبة كي يسلم من اللحن أو الوقوع في الخطأ النحوي ، أما التوسع في دراسة جميع الأبواب النحوية فهذا ميدان المتخصصين وكبار الباحثين في اللغة العربية .
الخاتمة : بعد أن علمنا أهمية اللغة العربية وأهمية علم النحو وما قاله سلفنا وعلماؤنا في بيان ذلك وذمهم للحن ،هل تغيرت نظرتنا للغة العربية وهل ازددنا يقينا بأهميتها ؟ أرجو ذلك ، فلنحرص على تعلم لغتنا لغة القرآن ، ولنصبر على دروس اللغة العربية والنحو. ولنتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا العربية فإنّها تزيد في المروءة ) ذكره الخطيب في الجامع(2/25)
×وأوصى إخواني المسلمين بالتأصيل والتأسيس لعلم النحو وبضبط أصله ومختصره على شيخ متقن وأستاذ متمكن ، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وأخذ الطلب بالتدرج عن طريق حفظ ودراسة مختصر في علوم النحو وعدم الاشتغال بالمطولات قبل ضبط أصله، واقتناص الفوائد والقواعد العلمية وجمع النفس للطلب والترقي فيه ، وأخيراً من التدرج في تعلم النحو وحفظ ودراسة الأجروميّة مع أحد شروحها ، ثم قطر الندى لابن هشام ثم ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 

Views: 1472 | Added by: Arabictutor | Rating: 0.0/0
Total comments: 0
Name *:
Email *:
Code *: